لحظة ابتلاء






بنعيش كتير ابتلاءات ، ساعات بنحس اننا مش مستوعبين ، ممكن نحس اننا موجوعين ، ممكن نبكي ونصرخ ، لكن الامر مبيتغيرش ،كلنا عارفين ان امر الله نافذ ، مفيش مستحيل يحصل غير اللي ربنا مش كاتبه ، مفيش حد بيدخل كلية ربنا مش كاتبهاله ولا بيكمل حياته مع شخص ربنا مش كاتبهوله ، ومع ذلك برده بنتوجع من الفراق ومن ان بيحصل عكس اللي كنا متوقعينه .

ساعات كتير بنندم على تصرفاتنا ، على كلامنا ، على مشاعرنا ، ممكن نحس اننا قابلنا اشخاص مقدروش مشاعرنا ،لكن لو فكرنا اننا لو اتعاد بينا الزمن هنلاقي نفسنا بنعمل نفس اللي عملناه ، عشان اللي بيحب بيحب بجد بدون تفكير واللي بيدي ويقدر بيعمل كل ده بدون تفكير ، مهما كان رد فعل الطرف الاخر إلا اننا دايما بنعمل اللي بيطلع من جوانا بدون تفكير .

لحظة اللا تفكير ، اللي بيبان فيها بجد حقيقة المشاعر ، حقيقة الامور ، اول رد فعل مننا مبنقدرش نغيره حتى لو رجع بينا الزمن ، منقدرش نفضل نتعامل مع نفس الاشخاص بمشاعر مختلفة ، مبيبقاش في خيار غير البعد ، مبتقدرش تغير مشاعرك مهما كانت رد فعل اللي قدامك ، مهما بتتألم جواك لكن بتحس ان مكنش ينفع غير كدا ، اصلك مكنش ينفع تيجي على نفسك كل دا ، اصلك مش عارف تغير رد فعلك ولا لهفتك اول ما تشوف انسان ممكن رغم قسوته ، كان لازم تفارق عشان مينفعش تبقى زيه ابدا .

لحظة عدم الاستيعاب : بتبقى مش مستوعب حاجة من اللي بتحصل حواليك ، ساعات الدموع المحبوسة بتخنقك وساعات بتنزل من غير ما تعرف تتحكم فيها ، ساعات الدموع بتبقى حزن وساعات بتبقى احساس بالحرقة وانك مش قادر تستحملها

لحظة الاستيعاب : ممكن بعد الانهيار او بس الحزن على حسب قوة تحمل كل انسان ، بعد ما كنت بتفكر انك لما تفوق من انهيارك هتلاقي اللي راح رجعلك ، ساعتها بتلاقي ان مفيش حاجة اتغيرت انت زي ما انت ، لسه لوحدك ، بس انت مش لوحدك ، بتحس ولو للحظات انك بتموت بالبطئ بس مينفعش تموت عشان في ناس لازم تقوى عشانهم ، لازم تقوم تقف على رجليك ، مش لازم يكونوا محتاجينك ، لكن ميقدروش يستحملوا انهم يشوفوك كدا

لحظة تفسير الموقف : بتلاقي نفسك بتدور على تفسير منطقي ، ممكن تحس ان انت السبب في اللي حصلك وانك كان المفروض كنت تعمل كذا ولا كذا ، ساعتها ممكن تحس بالجنان ، مهما لاقيت تفسير عمره ما هيبقى منطقي ولا عمرك هتقتنع ان ده السبب في اللي انت فيه

لحظة التسليم : بعد اما تخلص من انهيارك وتلاقي مفيش حاجة اتغيرت ، وبعد ما تلاقي الحزن في وش الناس اللي بيحبوك وممكن دموعهم تنزل لأنهم مش مستحملين انك كدا ، وبعد اما متلاقيش اي تفسير لأي حاجة حصلت ، وتسترجع حقيقة الحياة والدنيا قدام عنيك ، وتفتكر ( إنا لله وإنا اليه راجعون ) وتفتكر ( أنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : " يَا مُحَمَّدُ أَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ ؛فَإِنَّكَ مُفَارِقُه , وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ ؛ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ , وَعِشْ مَا شِئْتَ ؛ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ واعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قِيَامُهُ بِاللَّيْلِ , وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ) 
هتقوى ساعتها بس لو عاوز تقوى ، لو عاوز بجد تسلم لأمر الله ، واليقين يملى قلبك ان (ما احزن الله عبدا الا ليسعده ) واليقين ان اللي جاي احسن لأنك بينك وبين ربنا مظلمتش حد ، لكن ممكن تكون ظلمت نفسك ، بس استغفر وتوب ربنا حنين اوي احن علينا من امهاتنا وتقول يارب (كيف ادعوك وانا عاصي وكيف لا ادعوك وانت الكريم ) . اكيد في يوم هتقول انا ازاي كنت بعمل كدا

بتحس ان في مصايب كتير في الدنيا تستاهل الحزن عن مصيبتك ، حتى لو مصيبتك اعظم مصيبة لكن ربنا ارادلك كدا لحكمة ، لازم تتقبل حقيقة الامر واختيار ربنا ، سلم له من قلبك وحاول تقوى وقول يارب قويني من قوتك يارب وعزني من عزك

افكر ان لو حققت انك ربنا راضي عنك وانت راضي بأمر الله ورضا ابوك وامك عنك وانك عملت كل اللي يمليه عليه ضميرك ، كل شئ هيعدي وكل حاجة تهون

وفي الاخر هي دنيا يارب منديهاش اكبر من حجمها وهي حقيرة اوي كدا ، مهما طالت الرحلة مسيرها هتنتهي ، ومهما جرحك بني آدم فهو زيه زيك لا يملك لك من الامر شئ ، وما احزن الله عبدا الا ليسعده 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مذكرة فقه اليوم والليلة (مذكرة مكاني )

عن سحر الكتابة اكتب .... (خواطر)