وهم لا يفتنون ....

 





اتضح لي اني اغيب بالايام والاسابيع ولم اكتب شئ في مدونتي العزيزة ، لا اعلم هل سبق لي ان غبت كل هذه الفترة لم اكتب مثل هذا المدة ام لأ ، ولكن احيانا لا نشعر بقيمة الشئ الا عندما يغيب عنا .
شئ بداخلي يريد ان يحكي كل ما حدث لي وبالتفصيل ولكن هذا لا يصلح فلكل منا خصوصيات وحياة شخصية ، ولكني نظرت لواقعي من بعيد لأرى ما هذا ، احداث كثيرة واشخاص اكتر اتعجب حينا ويحدث ما اتوقعه حينا ، افرح احيانا واحزن احيانا اخرى ، حدث لي ما اكره ولكن اشعر بالرضا ، وحدث لي شئ اخر ما كنت اود ان يحدث واشعر بالغضب وعدم التقبل .

اتذمر من حياتي ومن الواقع الذي اعيش فيه ومن ثم لا اجد لنفسي عذر لأتذمر فانا حقيقة افضل من غيري بمراحل . اردت ان ابحث حولي لأكتب اشياء تحدث لي لكي اشعر بالامتنان واشكر الله على هذه النعمة ، وظللت ابحث في اشياء كبيرة وكنت لا ارى ما انا فيه ، ونسيت الامتنان وما ابحث عنه وتركت نفسي في زحمة الايام والاحداث ولا افكر ولا يبقى لي الا ان ادعي (يارب اهديني وارضيني وارضى عني )

فتنبهت لأمر ان كوني اجلس لأفكر ماهي نعم الله علي فهي نعمة في حد ذاتها ، وجدت ان كل ما اتعامل معه على انه مسلمات في حياتي فهو اكبر نعم انعمها الله علي ، فأمي وابي واخي واختي واصحابي وكل من يحبوني واحبهم واتعامل معاهم على انهم اشخاص احبهم وفي حياتي فحسب فهم اكبر نعمة ،محروم منها اناس كثيرون يتمنون ان يرجعوا الى منزلهم ويجدوا امهم تعد لهم اي نوع من انواع الطعام مهما كان هو ، وحينما يضيق بي الحال اشعر انني اريد ان اكتب فوجدت في قدرتي على التعبير بالكتابة نعمة كبيرة من الله عز وجل ، لا اعلم كيف كنت افكر اني لا ارسم مثل الاشخاص الموهوبين او اغني او اكتب شعرا ، اشعر بالغضب من حالتي السابقة كيف كنت افكر فقط فيما ينقصني واترك ما عندي ؟ ونظرت للنعم التي احيا فيها وسألت نفسي : هل استحق كل هذا ؟ الاجابة بالطبع لا ، فالله يكرمنا فقط لأنه الكريم لا لأننا نستحق ما نحن فيه .

وبعد شعوري بالامتنان لكل ما حولي وحياتي بتفاصيلها ،مازلت اتساءل ما كل هذه الابتلاءات لا استطيع ان اشعر بالامتنان من بعضها وانها حدثت لي وانه في الحقيقة ما كنت اتمنى ان القى ذلك ابدا ، كل هذا تتساءل نفسي بلا تفكير ولا تروي ، فوجدتني ارد على نفسي بلا تفكير ولا تروي ايضا ، اما تنتهبين انك كبرتي ، واصبحتي تحاسبي على كل شئ ؟، وكيف تتعلمين وتفهمين الحياة بلا ابتلاءات ؟ .وتذكرت آية من القرآن دايما ما انساها ( افحسب الناس ان يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون ) فكيف يختبر الله قوة يقينك بالله وايمانك به .
 فردت نفسي الامارة بالسوء بكل سخط وقالت ولماذا لم اكن اعلم الحياة والدنيا بلا ابتلاءات ؟ 
فزجرتها بكل قسوة : انتي بشر يخطأ اكثر مما يصيب ، اتظنين انكي ملاك ام رسول من الرسل حتى الرسل والانبياء يبتلون وهم اكتر الخلق بلاء 
فسكتت نفسي وسكت انا لحظات حتى وصلنا إلى وفاق بيننا ، ان كل ما نحن فيه فهو نعمة من الله ولكن الانسان غالبا ما يكون طماع وساخط 
وعهدت على نفسي ان ترى في كل شئ الجميل ، وان تدعو الله ان يوفقنا لما يحبه ويرضاه ويتم علينا نعمته وعافيته وستره 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مذكرة فقه اليوم والليلة (مذكرة مكاني )

عن سحر الكتابة اكتب .... (خواطر)