مقدمات مهمة في أمراض النفوس وأعراضها بين الطب النفسي وفقه النفس (د. آدم صقر)

 هذه الدورة يقدمها الدكتور آدم صقر الصقور وهو طبيب مقيم في تخصص الطب النفسي وهو ايضاََ منشغل في سياق الدعوة والتربية والتزكية.

:المواضيع المطروحة في هذه الدورة

ماهي النفس ولماذا اختلفوا في تعريفها؟

ماهي الصحة النفسية وماهي السعادة؟

بين فقه النفس وطب النفس

الأمراض النفسية في التقسيم المعاصر

أمراض القلوب وعلاقتها بالأعراض النفسية

العلاج بين فقه النفس والطب النفسي

ما علاقة الإيمان بمرض القلب وأمراض النفوس؟

هل المريض النفسي مسئول عن مرضه أم مرفوع عنه القلم؟

علينا أن نراجع أنفسنا وأن نراجع نوايانا؛ عن طريق سؤال النفس لماذا علي أن اشتراك في هذه الدورة ؟ ماذا أفعل هنا؟ ماذا أريد من 

هذه المادة لكي تعينني في أمر ديني ودنياي

 :ميزان العصر 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3))  

لذا لكي يخرج الإنسان من الخُسران يجب أن يكون هناك علم وعمل وتواصي بهذا العمل والحق والصبر على ذلك، لا يكفي مجرد 

.العلم

:خطة الدورة الموجزة

مقدمات عامة

مقدمات مادة الدورة

علم النفس وأمراض النفوس

 (في الفقه النفس وأمراض النفوس (في السياق الإسلامي

مقدمات للمادة

المقارنة بين علم النفس وفقه النفس وما الفرق بينهم 

تعريف النفس بناء على هذا

تعريف المرض النفسي

تعريف السوية النفسية

المقارنة بين علم النفس وفقه النفس

علم النفس يقصد به ما يسمى الآن في السياق الغربي سيكولوجي وتنقسم إلى (سيك) ومعناها نفس و (أولوجي) ومعناها علم

 أما فقه النفس هذا اصطلاح قديم عند علماء المسلمين وقام الآن بتجديده دكتور عبد الرحمن ذاكر الهاشمي في موضوع دراسة النفس ومعرفة النفس في سياقها الإسلامي ،في سياق الأدلة العقلية والنقلية والتجريبية

أحد أهم إشكاليات علم النفس هو إدعاء أنه علم وإدعاء أنهم حقاََ يعرفون النفس ويتعاملون مع النفس على أنها شئ مادي يستطيعون الإمساك به وقياسه ؛حيث معاملة النفس كعلم مثل الفيزياء والكيمياء هذا إشكال لأن النفس بها جوانب خفية وفيها من القداسة ما فيها

وهذا نابع من سيطرة المادة على العقل الغربي ؛فالإنسان عندهم مجرد جسد فقط ، ويرون أن الأشياء النفسية مجرد ناتج للكيماويات والهرمونات ولكن ليس هناك اسمه روح وكل شئ عبارة عن جسد مهما اختلفت مدارسه ولكن بشكل عام 

علم النفس يجعل الأصل في دراسته ومركزيته الإنسان ، أن يصل الإنسان لأقصى شئ يستطيع الوصول إليه في هذه الحياة

الضبابية ؛حيث مع ادعائه للعلم ومع المادية المفرطة ومع ذلك فالكثير من مدارس علم النفس فهي مختلفة جدا وتتخبط وأصبح هناك تشوش واضح لأنهم لا يدركون حقيقة النفس البشرية بشكلها الكامل لأنهم يبحثون جانب واحد في النفس وهي الجسد

فقه النفس هي ما يبحث في النفس البشرية بسياقها الإسلامي،فكلمة فقه هنا اخترناها لأنها تعبر عن تراثنا الإسلامي، كلمة (فقه)هنا جاءت من الفهم ،دقة الفهم، الراجع للأدلة الحقيقة (قل هاتوا برهانكم

ففقه النفس يتواضع للحق ولا يدعي العلم بدون برهان ولا يدعي العلم لمجرد الدعاوى،ويبحث عن الدليل (دليل عقلي،نقلي،تجريبي...كلها أدلة معتبرة.

فقه النفس يعترف يمكونيه الجسد والروح؛فالإنسان ليست مجرد مكون واحد فقط وهو المكون الجسدي بل هناك مكون آخر غيبي وهو مكون الروح .

فمثلا النظرفانت تنظر بالعين والإدراك والأعصاب والقشرة الدماغية والروح لها دور أساسي في إدراك الحقائق، حتى كل هذه العمليات في النفس البشرية يجتمع فيها التداخل بين الجسد والروح بعضها البعض

في مقابل علم النفس الغربي الذي يجعل الإنسان هو المركز ففقه النفس يجعل العبودية لله عزوجل هي المركزوأن كان ولم يكن شئ وأن الله خلق الخلق لحكمه سبحانه وتعالى (وما خلصت الجن والإنس إلا ليعبدون)

وبناء على هذا نطرح اسئلة في هذا العلم ونتباحث هذا العلم

وكذلك لا نظلم علم النفس الغرب هو فقط يبحث عن الكيفيات ولا يبحث في الغايات ولماذا يفعل الإنسان هكذا ؟

مسألة مهمة يجب بحثها: كل علم من العلوم يجيب عن اسئلة معينة فمثلا علم التاريخ يبحث في إجابة اسئلة متعلقة بالتاريخ مثلا (ماذا فعل الناس في الفترة كذا وكذا ؟وكيف تعامل الناس في الحقبة كذا ...

علم النفس الغربي يبحث في أسئلة تتعلق فيما يخص النفس البشرية؛ ولكن هل لنا أن نتصور كم التخبط والحيرة التي سوف تحدث إذا لم نكن نعرف ماهي النفس البشرية ؟ فعلم النفس الغربي ليس لديه الآلة الحقيقة للوصول للإجابة اصلاََ

عندما يبحث علم النفس في الأسئلة التالتة(كيف يشعر الإنسان؟ لماذا يشعر بهذه الطريقة.كيف يكون لديه دافعية؟كيف يسلك الإنسان؟ كيف نغير الشعور، الأفكار، السلوك؟.. والغاية من ذلك السعي في رفاهة الإنسان لكي يعود للعمل في عجلة الرأسمالية !!

في حين في فقه النفس نسأل اسئلة مشابهة ولكن نبحث ما الغاية من وجود هذه الرغبات وهذه المشاعر وطريقة التفكير وما رابطها في الغاية  والهدف من وجودنا في هذه الحياة؟ وكيف نستطيع فهمنا للنفس البشرية لجعله كاملا (الكمال البشري في سياق عبوديته لله)

ففي ظل الفرق بين غاية علم النفس وفقه النفس فهناك إشكال كبير في علم النفس أن تجيب عن اسئلة لم تلُخلق من أجلها اصلاً

وبناء على هذه الإختلافات فهناك اختلاف في تعريف النفس لأن اختلاف ماهية النفس سيختلف بناء على وجهة البحث والأسئلة ،فعلم النفس الغربي يبحث الإنسان بعيداََ عن المسائل الروحية والغيب وبمعزل عن الدين والمعاني المتعلقة بالروح والغاية من وجود الإنسان لذا سيكون تعريفه للنفس البشرية مختلف عن من يعترف بالغيب ويعرف أن الإنسان خٌلق لهدف وغاية وسيختلف تعريف مكونات النفس البشرية ففي علم النفس الغربي يُعرفون النفس على أنها الجسد أما المشاعر والسلوكيات فهم يرون أنها نتيجة لتفاعلات هذا الجسد في حين في السياق الإسلامي مكونين النفس (جسد وروح) 

ايضاََ سيكون مختلف معنا لأننا نعترف بالمادة +الغيب في حين أن في علم النفس الغربي يعترف بالمادة فقط

في علم النفس الغربي يتم البحث في الأعراض فقط(النتيجة )لكن أصل النفس البشرية ولما وُجدت ؟وما الغاية من وجودها بحث مختلف (سيتم التفصيل فيما بعد)

كذلك الأمر سيكون هناك اختلاف في تعريف السوية النفسية لأننا مختلفين اصلا في تعريف النفس البشرية(ماهي النفس السوية، وما هي النفس الصحيحة؟ ماهي النفس السليمة؟

وايضا سيكون هناك اختلاف في تعريف الحق، هل الحق مطلق أم الحق نسبي؟؛ ففي كثير من السياقات الليبرالية التي تتبع لها كثير من المدارس الغربية يرون أن لا يوجد حق مطلق. في حين أن لدينا نقول أن هناك حق مطلق؛صحيح أن هناك مسائل اختلافيه واجتهادية ولكن هناك حق مطلق في الأخير فالباطل لا يصبح حق ولا يصبح الحق باطل

وبناء على ما سبق جميعاََ سيختلف تعريف المرض النفسي؛ فمثلا الشذوذ الجنسي كان يعتبر في السياق الغربي قبل فترة من الزمان اضطراب نفسي فتغيرت الأمور لديهم وأصبح شئ طبيعي (هل يُعتبر هذا بحث علمي؟ لا لا يعتبر بحث علمي على الإطلاق  ولكن هذا اعتبار لديهم ،فيُعبر عن نسبية الحق لديهم .

هذا هو الجزء الأول من المحاضرة الأولى فهناك تكملة في الأجزاء التالية

https://www.youtube.com/watch?v=z4Xf4cszNVkرابط المادة على اليوتيوب: