الفتيات لا يصرخن !!




لطالما أحببت السنيما الإيرانية منذ أول فيلم رأيته بها ، وكان موعدي اليوم مع فيلم "الفتيات لا يصرخن "

فكرت أن احرق لكم قصة الفيلم كاملة ولكن لا أريد كل ما يسيطر علي الشعور بالآسي من نهاية الفيلم ،عندنا حٌكم بالإعدام على شيرين نعيمي (بطلة الفيلم والضحية الحقيقية ) شيرين فتاة تعرضت للتحرش الجنسي عندما كانت في الثامنة من عمرها من مساعد والدها ووالدتها في العمل ،حيث أراد الاثنين الحفاظ على عملهم على حساب بنتهم ، استأمنوه على أعز ما عندهم (ابنتهم ) من أين جاءوا فهذه الثقة في شخص ليس من أهلهم !! أي قلب هذا !! لطالما تذكرت رغبتي الشديدة في النجاح في حياتي المهنية ولكن ارتعبت لا اريد أن انجح على حساب أولادي فأولادي هم الأساس ولهم الأولوية الأولى وتذكرت كم الأهالي الذين يضعون ثقتهم في من حولهم من أقاربهم على ابناءهم ويتركوهم وحدهم في المنزل والله يعلم بكم المصائب التي تخفيها الأبواب التي لو لم تكن كارثة لما انتشرت ظاهرة التحرش وزاردت نسب الإغتصاب في مصر !!
نعود لقصة الفيلم مرة أخرى خٌطبت شيرين لزميلها في الكلية التي أحبته كثيرا ورأته مختلف عن البقية وفي يوم عرسها ارتكبت جريمة قتل !! قتلت حارس العمارة التي كانت بها حيث أنها سمعت صراخ طفلة يقتادها حارس العمارة للقبو والطفلة تستنجد وتريد أن تنجو بنفسها ولكن بلا فائدة لتتذكر شيرين طفولتها الأليمة مع التحرش من مساعد والديها وانقذت الطفلة من الحارس وقتلته من غير عمد لتصبح في نظرة المجتمع قاتلة !!
سلط هذا الفيلم الضوء على المجتمع الإيراني ونظرته للتحرش والفتاة الضحية والتي لا تختلف كثيرا عن نظرة المجتمع المصري وإن كنا بدأ صوتنا يعلو ويعلو من كثيرة الغليان في الصدور والكوارث التي تختبأ خلف الأبواب ويأبى أصحابها على البوح بها !
شعرت يضغينة وغليان يملأ صدري من كل هذه المجتمعات الظالمة للمرآة لماذا كل هذا ؟ هل سكتت الفتاة في البداية عن حقها فزاد المتحرشون في إجرامهم وتمادوا في جرائمهم ؟ أم أن المشكلة متفاقمة من البداية ولكننا لا نراها ؟ ما الذي يصل بالإنسان لأن يتحرش بطفلة لا يظهر بها من معالم الأنوثة شيئا !! أي مجتمع وأي نفوس هذه التي تحكم على الفتاة بالإعدام لدفاعها عن شرفها أو شرف فتاة أخرى !!

ذكرني هذا الفيلم بقصة الفتاة الإيرانية ريحانة جباري التي كانت تعمل كمهندسة ديكور وطلب منها ظابط أمن في الإستخبارات الوطنية أن تقوم بعمل ديكور لشقته وحاول الإعتداء عليها فقاومت حتى قتلته وعندما استدعاها القاضي ليسألها عن سبب قتلها له
فأجابته : دفاعا عن شرفي
فقال لها : هذا ليس مبرر
قالت له : لأنك بلا شرف
وحٌكم عليها بالإعدام عام 2014 لإنها كانت تدافع عن شرفها !!
كلما هممت أن اكتب رأيي أو أن احلل كل هذه الأمور اشعر بالعجز واشعر بالإستياء فقط من هذه المجتمعات وهذه النفوس التي تعاني من انتكاسة في الفطرة لا محاله !!
ولكني أتذكر أن الدنيا دار ابتلاء وليست دار بقاء ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مذكرة فقه اليوم والليلة (مذكرة مكاني )

عن سحر الكتابة اكتب .... (خواطر)