يوميات تائه في اسطنبول

مر ما يقارب شهرين على أول تجربة سفر لي خارج مصر ، وكان المقصد تركيا التي طالما حلمت بها في أحلامي التي اسافر فيها في دنيا الخيال وأنا مستلقية على سريري أنظر إلى السقف فكم نُقشت أحلام على ذلك السقف !
فقط ظللت أتمعن وأحاول أن اعيش التجربة وأن أعي كل ما يحدث حولي ،فغالبا مع الإرهاق والتحضيرات للزواج يصبح الإنسان في دوامة ،كنت كذلك ولكن حاوت أن أُخرج نفسي سريعاََ من هذا الشعور لكي أستطيع أن أُلخص التجربة في ذهني واتطور مع الوقت روحياََوفكرياََ ولكي أكون اكثر صدقاََ ؛ ظللت أتأمل حولي لأهرب من شعور الغُربة عن الأهل وافتقاد الأحبة .

أول انطباع :
سمعت كثيراََ ممن يسكنون في اسطنبول عن طبائع الشعب التركي ولكن أنا لا أُصدق إلا ما اعايشه تماماََ .قالوا لي أن الشعب التركي دائما متعجل في كل شئ وأنهم شديدو العصبية . أقلقني قليلا هذا الكلام ،قلقت أن اقع في موقف مع محدودية لغتي أن أتعرض لموقف محرج . مع التعامل الشبه يومي في السوبر ماركت والمحلات أُزعجت كثيراََ من البطء في الأداء وجعلني اتعصب واتساءل ؛كيف يدعوا أنهم متعجلون دائما وهم بهذا البطء ؟! ثم كيف لعامل في محل على سبيل المثال يعمل نفس الشئ لعدة مرات في اليوم وبهذا البطء؟ قلت لا أُعمم وادع لنفسي الفرصة لأتعامل مع أُناس في أماكن اكثر حتى لا أُصدر تعميم غير منطقي ،كل مرة اتأكد من وجهة نظري ،فهم فعلا بطيئون لدرجة العصبية إلا من رحم ربي وايضاََ لم يصلوا لسرعة صانع الفطائر على سبيل المثال في محلات البيتزا في مصر . لم ألحظ أي شئ مبهر بهم فعلا إلا شيئا واحدا وهو السر في النجاح .

السر السهل الممتنع :
لا استطيع أن اصفهم في كلمة واحدة ولكن الأتراك في العموم وإيقاع البلد ككل ذكرني بالتلميذ متوسط الذكاء الذي لا يملك ما يميزه من المهارات والذكاء ولكنه يداوم على حضور كل دروسه يومياََ ،يُنهي واجباته اولا بأول ، غير منشغل بهل هو ذكي ام لا ؟ ولكن أنشغاله الأكبر بالمداومة على عمله وإنجاز ماهو مكلف به ؛فتجده بطبيعة الحال متفوق ويحصل على درجات أعلى ممن هو أكثر ذكاء ولكنه لا يلتزم بالدروس ولا الحضور ولا المذاكرة ومشغول أكثر بذكائه الذي يعتمد عليه في التحصيل ليلة الأمتحان !
لوهله تذكرت بوستات الفيس بوك من نوعية إذا حفظت كل يوم آية من القرآن تستطيع أن تختم القرآن في 17 سنة و7 شهور و9 أيام ! ونحن عندما نقرأها يتبادر لذهننا أفكار مثل( ياه آية واحدة بس انا اقدر اجيب اكتر من كدا بكتير ) أو ( ياه 17 سنة يا ترى مين يعيش ) . 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مذكرة فقه اليوم والليلة (مذكرة مكاني )

عن سحر الكتابة اكتب .... (خواطر)