شروق الشمس في سماء كاليفورنيا

بعد صلاة الفجر في يوم صيفي بامتياز مع نسمات هواء لطيفة في ذلك الوقت الباكر من اليوم، تذكرت صور
 شروق الشمس التي كنت دائما مهووسة بمشاهدتها وكلي شغف وإعجاب من أولئك الذين يستيقظون مبكراً للإستمتاع بجمال شروق الشمس وتدرج النور بين جنبي السماء .مرت كل مقاطع الفيديو التي رأيتها للعديد من الناس وهم يصورون شروق الشمس في سماء كاليفورنيا على سبيل المثال وماليزيا وهم مستمتعون بمنظر السماء الصافي على مرمى البصر ،ومنظر شروق الشمس مع البحر أو مع الخضرة وهو المشهد الأكثر سحرا على الإطلاق بالنسبة لي ، أو مع كليهما .
مرت كل هذه الخواطر في ذهني وأنا في طريقي لبلكون المنزل .نظرت للسماء وإذ قطع جميع خواطري فجأة عمود النور الذي أمامي ومن خلفه العشرات من توصيلات الإنترنت للمنازل المجاورة لنا ،قاطعني منظر العمارات العالية فلم تكن السماء جلية بالنسبة لي من شرفة منزلنا كما كانت تبدو جلية صافية من شباك كامبريا بكاليفورنيا(تلك الأمريكية التي طالما أتابع حساباتها على مواقع التواصل الإجتماعي فهي مهووسة بشروق الشمش وغروبه).
شعرت بالخيبة للحظات كنت أود أن أرى السماء أمامي جلية واستمتع بمنظر الشروق دون هذا العمود الذي يحول بيني وبين المتعة، ولكن قفز إلى ذهني فوراً أولئك الذين يقبعون في سجون الظلم والغدر لا يرون الشمس ولا يسمتعون حتى بنورها .أولئك الذين يدفعون ثمن كونهم بشراً ، يدافعون عن بشريتهم وإنسانيتهم ،حُرموا من رؤية جمال وإبداع الخالق في كونه ،حُرموا من رؤية السماء .
حينما أمر من جانب عربيات الترحيلات اللعينة أو من جانب أسوار السجن لا يكاد عقلي يصدق أن الفاصل بين الموت بالبطئ والحياة هو جدار لعين!! من هذا الجدار ليحول بين الإنسان وحريته ولكن لعل أرواحهم تسمو لتتخطى هذه الجدران وتستنشق هوار الحرية ..
ما إن جالت هذه الخواطر بدخلي حتى ملأني شعور بالإمتنان لرؤية جزء من السماء دون سجان ظالم يتحكم بحركتي ،شعرت أن السماء أجمل من تلك التي في صور كامبريا بكاليفورنيا.
استنشقت الهواء في نفس طويل شعرت فيه بإنتعاش الحرية،حمدتُ الله على نعمة الحرية وزاد كل المسجونين في سجون الظلم والإستبداد في نظري قيمة وشرفاً وسمواً .
يا الله !! لقد تخلوا عن ذلك النفس المفعم بالحياة والحرية لأجل قضية ءامنوا بها ،لأجل إنسانية يدافعون عنها ،لأجل اولئك الذين حُرموا قبلهم من نسيم الحرية!!
فيارب أعِنهم على ما هم فيه فأنت أعلم بهم منا ، أرحم بهم من أمهاتهم ، اجعل يارب أرواحهم تسمو فوق تلك الجدران تستنشق عبير الحرية لتعود لهم مفعمة بالأمل من جديد.
زِد يارب لنا إمتناننا بكل ما هو بسيط .دُم علينا الحرية نعمة واحفظها من الزوال . إلعن يارب من يسلب كائن حي حريته في أي مكان في هذا العالم ..
oمقال قديم بتاريخ 21 سبتمبر2016 تم نشره سابقا على موقع مقال كلاود 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مذكرة فقه اليوم والليلة (مذكرة مكاني )

عن سحر الكتابة اكتب .... (خواطر)